أنابوليس

المشكلة الفلسطينية هى مشكلة عربية تخص الأمة كلها

و قبل ان اتطرق الى مؤتمر انابويس سألخص ما هى المشكلة

المشكلة هى :

جماعة من الارهابيين استولوا بالقوة على ارض عربية بها جزء مقدس و هو القدس بدعاوى عنصرية

فى وقت كانت الامة كلها فى حالة شديدة من الضعف و غياب الوعى

نعود الى أنابوليس

يذهب العرب الى انابوليس لتقديم تنازلات حديدة الى الكيان الصهيونى

فى المقابل لن نحصل على شئ من هذا الكيان

و الهدف الأساسى من المؤتمر باختصار شديد هو القضاء على حزب الله فى لبنان و حماس فى غزة

و تطويع النظام السورى و ادخاله فى فلك التسوية

و اسقاط النظام الإيرانى و القضاء على قوته المتنامية و نفوذه فى المنطقة

و كل هذا لإنقاذ الصديق الأمريكى من المستنقع العراقى

و أقول لقد تم اغتصاب الارض العربية فى فلسطين بالقوة و ليس لهذا الكيان اى شرعية او حق عندنا

و بالتالى ليس من حق احد ان يتفاوض على حق

فكل ما سيخرج عن المؤتمر غير ملزم كما كانت قرارات معاهدات السلام العربية الاسرائيلية غير ملزمة

لأن ليس من حق احد ان يتنازل عن شبر واحد من الأرض العربية

و اذا كنا ضعفاء الآن فهذا شأننا و لكن يجب علينا ان ننترك للأجيال القادمة الحق فى تحرير الأرض

لقد علمنا التاريخ ان القوة تتداول و لا تبقى فى يد أحد

فلربما يأتى جيل عربى من بعدنا يمتلك القوة و الإيمان و الإرادة لتحرير كامل التراب العربى

و ستهذهب أنابوليس الى مزبلة التاريخ

كما احتوت المزبلة من قبل على اتفاقيات مثل اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية

و وادى عرفة و اوسلو و ما تبعهم

......

لحظـــــــة فارقــــــــــــة

فى20نوفمبر 77
كان عمرى 29 عام
اذا نظرت خلفى أجد نفسى شاب ولدت فى عام نكبة اغتصاب فلسطين
و مع اغتصاب فلسطين بدأت معركة شرسة بيننا و بين الصهاينة فى أعوام
1954
1956
1967
و الاستنزاف حتى عام 1970
ثم شارك فى الحرب فى1973
كان فى تلك المعارك كثير من الهزائم العسكرية و قليل من الانتصارات

و لكن بقى شىء واحد و هو ايماننا و ايمان الأمة كلها بحتمية حسم الصراع و القضاء على الصهاينة و تحرير فلسطين من البحر الى النهر و من الجنوب الى الجنوب

حتى فوجئنا جميعآ بزيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات الى اسرائيل

و هنا اصبت بنصف غيبوبة
النصف الواعى انى أرى و الغيبوبة لا أتحرك

قررت الهروب من مصر
فلم استطع ان اتحمل ان تهبط طائرة الارهابى مناحيم بيجِن زعيم عصابة أرجون فى القاهرة و أنا فيها
فخرجت حزينآ و سافرت فى نفس اليوم الذى وطأت فيه قدم الارهابى مصر

و استمر الهروب طويلآ فى الخارج و الداخل
30 عامآ و أنا فاقد نصف وعيى
و لكنى اليوم و أنا عائد من الماضى أعود بوعيى كاملآ

و أسألكم جميعآ أسئلة محددة

إسرائل هل تفكرون فى اقامة علاقات مباشرة معها؟

هل تفكرون فى زيارة اسرائيل؟!!!!!!!

هل تفكرون فى الدخول فى عمل بأشكال مختلفة مع اسرائيل؟

هل توافقون على الزواج من اسرائيلية ؟

هل توافقون على الهجرة الى إسرائيل والحصول على الجنسية الاسرائيلية؟

هل أصبح الكيان الصهيونى صديقآ لنا؟

أصارحكم القول بعد عودتى من الماضى لا أذال كما كنت مؤمن بتحرير كامل التراب الفلسطينى و عودة كافة اللاجئين الى أرضهم الأصلية

و أرفض كافة أشكال التطبيع الاقتصادى و الثقافى و الاجتماعى و ماذل الكيان الصهيونى بانسبالى هو العدو!!

لكننى أريد ان اسمع منكم اراءكم الصادقة و الحقيقية على ما طرحت من تساؤلات



تحديث
ان الخطأ الرهيب الذى ارتكبه الرئيس الراحل انور السادات فى 20 نوفمبر 77
ظنآ منه ان ما بيننا و بين الصهاينة ما هو الا حاجز نفسى
و أن زيارته للكيان الصهيونى ستكسر الحاجز النفسى

كانت هذه الزيارة لها آثار خطيرة و مؤلمة على امتنا العربية


فخروج مصر بهذه الزيارة من معادلة السراع العربى الصهيونى ادى الى

1- اجتياح صهيونى لعاصمة عربية عام 1982
2- تدمير المفاعل الذرى العراقى
3- اجتياح دولة عربية بالكامل بواسطة الأمريكان و حلفاؤهم

4- اجتياح دولة عربية لدولة عربية لأول مرة فى التاريخ الحديث

5- ارتباط الاقتصاد العربى بالكامل لأمريكا و الغرب

6- سقوط القرار الوطنى المستقل فى معظم الأقطار العربية

7- ارتباط الإقتصاد المصرى باللإقتصاد الصهيونى (الكوي)

8- الزيادة الرهيبة فى عدد المستعمرات الصهيونية فى الضفة و القطاع

9- ضياع حلم حق العودة للفلسطينيين بواسطة الاتفاقات المتلاحقة

10- لقد ادت هذه الزيارة الى شىء خطير جدآ فيما نراه الآن من أشخاص تجنسوا بالجنسية الاسرائيلية

ان هذه الزيارة أحدثت شرخآ عميقآ فى الجدار العربى يجب علينا جميعآ ان نتكاتف لترميم هذا الجدار مرة أخرى
وليكن نضالنا الآن لتحرير كافة التراب الفلسطينى والمناداه بقيام الدولة العلمانية التى تضم
فلسطينى الداخل و فلسطينى الشتات بمسلميها و مسيحيها و اليهود الذين هم من أصل فلسطينى فقط وأن يخرج من أرض فلسطين كل اليهود المهاجرين الذين أتو من اى مكان فى العالم

أعلم ان هذا حلم يصعب تحقيقه الآن و لكن يجب ان يكون هذا الحلم هو الهدف الباقى داخل كل عربى و أن نضحى بكل غالى و نفيس من أجل تحقيق هذا الحلم

لا لا لا لوجود أى صهيونى على اى أرض عربية

فالنناضل جميعآ مهما طال الزمن من أجل اسقاط الأثار الجانبية لهذه الزيارة المشؤومة و ليبقى حلم فلسطين العربية على كل أرضها من النهر الى البحر و من الجنوب الى الجنوب
حلم يتوارثه جيل بعد جيل حتى يأتى جيل يملك الإرادة و القوة لاخراج هذا الكيان الخبيث من جسد امتنا العربية

فالنعلم أولادنا و نغرس فيهم ان حقنا فى فلسطين غير قابل للتقاسم و غير قابل للتفاوض و غير قابل للمساومة
و اذا أخطأ فى مرحلة ما رئيسآ فليس معنى هذا أن تدفع الأمة كلها فاتورة هذا الخطأ الفادح

كان يوم أسود
عندما اقدم رئيس اكبر دولة عربية على القاء خطاب فى الكنيست معلنآ فيه نهاية الصراع بين الأمة العربية و الكيان الصهيونى

ولكن الثلاثون عام الماضية أثبتت خطأ حسابات الرئيس


اسمحولى بنقل ما قال الابن أحمد سلامة فى مقاله الــــــــــوعـــــــــــــــــــود
الوعد الثاني
في يوم كنت أتمشى مع صديق عزيز لي في وسط البلد, وبعدين وجدنا فرع شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات, منفذ بيع كبير , فدخلناه , كانت به شرائط كاسيت وفيديو قديمة وأثرية جدا, وفي أحد الاركان كانت هناك الخطب المسجلة للزعماء الراحلين , عبد الناصر والسادات, المهم فرحت بشدة لانى كان نفسي من زمان اسمع خطاب السادات في الكنيست عام 1977 بشدة, فقد كنت أعتبره من المرات القلائل التي تحدث فيها إنسان عربي بصدر مفتوح وفي المليان أمام الجميع من مركز المنتصر وليس المهزوم حيث كان الخطاب بعد حرب أكتوبر
وفور وصولي إلي المنزل هرعت إلي الكاسيت ووضعت فيه الشريط وجلست لأستمع
في البداية كان الكلام العام والمحفوظ ثم شيئا فشيئا بدأ الخطاب يتخذ طابعا تأمري غريب وغير متوقع بالمرة وقد قتلتني الجمل آلاتية قتلا والتي نقلتها بالنص من الشريط المسجل والمسؤولية علي شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات, في مرة يقول الرئيس المنتصر أثناء حديثه عن مشكلة أرض فلسطين:
إن الانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة بعد 67 أمر بديهي لا جدال فيه ولا رجاء فيه لأحد أو من أحد
توقفت لبرهة وأرجعت الاستماع ثانية لأتأكد من التاريخ " الأرض العربية المحتلة بعد 67 " ؟؟ وماذا عن الأرض المحتلة بعد 48 إذن؟؟ من يتكلم عنها إذ لم تتكلم أنت ؟؟ ومتى إن لم يكن ألان؟؟ أكملت الاستماع لأصطدم بالطامة الكبرى حيث يستطرد السادات موجها حديثه إلى أعضاء الكنيست :
وإذا كنتم قد وجدتم المبرر القانوني والأخلاقي لإقامة وطن قومي على أرض لم تكن كلها ملكا لكم فأولى بكم أن تتفهموا إصرار شعب فلسطين على إقامة دولته من جديد
وللمرة الثانية أوقف الشريط وأعيد الاستمتاع " على أرض لم تكن كلها ملكا لكم " ماذا ؟؟ لم تكن كلها ملكا لكم ؟؟ ما الذي يعنيه السادات بهذه العبارة الملتفة؟؟ ما معنى كلمة " كلها " هذه؟ أيعنى بذلك ليست كلها بل جزأ منها أم يعني ماذا؟
إلى الآن لم أصل إلى فهم مطلق لهذه الجملة وموقع كلمة كلها من الخطاب
إن كان المعنى المقصود هو المتماشي مع بقية الخطاب فإنني أرى أن هذا الخطاب هو وعد بلفور ثان لإقامة وطن يهودي بفلسطين وهو المتسبب بإثارة القطيعة العربية الطويلة لمصر بعد معاهدة كامب ديفيد الغريبة

القرار الوطنى المستقل

شوفوا يا شباب هتكلم النهاردة عن القرار الوطنى المستقل و ارتباطه باللإنتماء

طبعآ انا من جيل الستينات وقد نما وعيى و نضجى الفكرى فى السبعينات
قد نتفق او نختلف فى تقييمنا لهذه المرحلة و لكن كان لهذه المرحلة شيء مميز الا و هو القرار الوطنى المستقل

و سوف اعطى مثال و هو تأميم شركة قناة السويس عام 1956

و كيف أصبح الانتماء لمصر فى اشد درجات التوهج
و اصبح المصري عندما يتجاذب الحديث مع اى اجنبى يرفع رأسه و يقول بكل حب و اعتزاز أنا مصرى

وأدت زيادة الانتماء الى النهوض السياسى و الاقتصادى و لقد بنت مصر اعز ما تملك فى هذه المرحلة وهو السد العالى و قلعة الحديد و الصلب فى حلوان و مجمع الألومينيوم فى نجع حمادى


هذا كان من الماضى و عندما انظر الآن أجد أن القرار الوطنى أصبح غير مستقل و أنتم ترون النتائج بأم اعينكم

عائد من الماضى

فى البداية أنا مش يسارى ولا يمينى
أنا مصرى و بس

طيب لكن ليه الحكومة بتضربنى
والى بيضرب شعبه عمر شعبه ما بيبكى عليه

سكت كتير لكن دلوقتى أنا مش هسكت
انا عاوز اخرج من تانى
اقول للشعب الطيب ابنك الوطنى عاوز ايه


عاوز اصارحكوا و أقولكم ان بلدنا بتعيش مرحلة صعبة جدآ فى تاريخها

و المرحلة دى محتاجة مننا ان احنا نتجرد من ذاتيتنا و نفكر اذاى ننقذها

علشان كدة أنا قررت بعد انقطاع دام اكتر من 25 سنة عن العمل السياسى انى أرجع تانى

أرجع تانى من أجل معشوقتنا كلنا مصر

هكتفى النهاردة بكدة لكن اذا صادف و حد زار مدونتى عندى استعداد انى اجاوب عن اى سؤال يسأله الزائر بأفكار ناضجة خاصة بالأشياء الآتية

1- إنتمائنا لأمتنا العربية

2- صراعنا الدائم و المستمر مع العدو الصهيونى

3- الشأن الداخلى
أ- قضية الحريات
ب- قضية التدهور الإقتصادى بصفة عامة و الزراعى بصفة خاصة